مقابلة بيب مع صانع الافلام الاسباني فيرناندو ترويبا
[ بيب : كل يوم أفكر أنني سأغادر غداً ]
بيب غوارديولا عاد ليظهر مشعاً ضمن حملة اعلانية لbanc sabadell . مدرب برشلونة تحدث عن مواضيع انسانية ورياضية حيث استطاعت الSPORT الحصول حصرياً على هذه المحادثة الشاملة التي خلقت الاساس لانتاج الجانب الرياضي من الحملة.
بيب غوارديولا : هل تعرف اننا ولدنا بنفس اليوم؟
فيرناندو ترويبا : في الحقيقة، نعم.. 18/1
بيب : هذا يشعرني بالحماسة.. دائماً ما أطلب من اخيك ان يقدم التهاني لك. ولكني متأكد انه لم يقم بذلك ابداً
فيرناندو : نعم، لقد اخبرني بذلك. اخي الصغير، مثل ابني، الاكثر جدية في العائلة. عكسي، انا دائماً كنت امثل الجانب الكوميدي في العائلة. في الحقيقة، قل لي بيب، هل كنت ترى نفسك مدرباً ؟
بيب : منذ أن كان عمري 25 عاماً وانا افكر بالتدريب، دائماً ما كنت ارى نفسي مثيراً للشفقة بدنياً حتى ألعب كرة القدم ولكنني استمريت بلعب الكرة بطريقة أو باخرى.
فيرناندو : حقاً ؟ اذاً فانت تقوم بما أردت القيام به. والآن، على سبيل المثال، كيف ترى نفسك في المستقبل؟
بيب: كل يوم افكر أنني ساغادر غداً. عندما تقود شيئاً، عليك ان تضع في مخيلتك امكانية المغادرة في اليوم التالي. أعمل بشكل أفضل عندما أجد نفسي حراً بتحديد مستقبلي، الارتباط بعقد طويل الأمد يزيد القلق مما قد يقلل من شغفك للعمل.
فيرناندو: أنا متفهم. لست متديناً ولم أكن كذلك قط. ولكني دائماً ما كنت ارى ان المصلي سيستمر بالصلاة طالما انه يمتلك الشغف للقيام بذلك.
بيب : متفق تماماً معك. دائماً ما كنت أفكر ان أهم شيء هو أن تقوم بما تحب القيام به بالرغم من أن ذلك صعب الحدوث. الثروة العظيمة التي يمكن ان يحصل عليها الانسان هي باستمتاعه بما يقوم به. ان هذا اساس كل شيء.
فيرناندو: نعم ولكن انظر، لقد وجدت شغفي بالافلام وانا صغير جداً، بعمر 15 او 16. ولكن قبل ذلك ، أردت أن اكون كاتباً. احياناً ارغب ان يكون لدي 14 حياة من اجل القيام باشياء رائعة أخرى. قد اكون مخطئ ولكن عليك في النهاية ان تستمر في تطلعك للمستقبل.
بيب: بالنسبة لي، فان الاجمل في عملي هو التخطيط لما سيحدث خلال اللقاء. تحديد اللاعبين الذين تختار والادوات التي تستطيع استعمالها وان تتخيل ما سيقوم به منافسك، أحاول أن احلم بما سيحدث.
فيرناندو : وهل يحدث في العادة ما تحلم به؟
بيب : في الغالب
فيرناندو : وهل تتمسك بالنص؟
بيب : قد لا يساعدك النص دائماً، ولكن عندما تحظى بلاعبين جيدين، تفكر : " لو فعلنا هكذا، فاننا سننجح " دائماً ما احاول تقديم الاسلحة للاعبين من اجل ان يستفيدوا في المستقبل. هذا يزيد من فرص النجاح.
فيرناندو : الشيء المشترك بيني كمخرج وبينك كمدرب هو اننا دائماً ما نستخرج الافضل من الشخصيات التي لدينا. وهذا شيء جميل.
بيب : نعم، ولكنه في النهاية الشيء الاصعب ايضاً
فيرناندو : نعم، لان عليك حينها ان تكون سيكولوجي ومحاور جيد وان تعرف كيف تشرح وتتواصل بشكل جيد.
بيب : نعم، ليس كل اللاعبين والممثلين متشابهين. ولا يمكن ان تعامل الجميع بنفس الكيفية ولكن بنفس الاحترام. بطريقة أو باخرى ، فاننا اقل منهم درجة لان نجاحنا يعتمد على اخراجهم لافضل ما لديهم.
فيرناندو : بالنسبة لي، فانني في كل مرة اتحدث اتعجب اذا كان الممثلين قد فهموا ما اقوله بنفس الشكل. هل استطعت خلق نموذجاً لقيادة الممثلين؟ كل واحد منهم مختلف عن الآخر، هناك اختلافات كبيرة بين الناس.
بيب: قل لي فيرناندو، هل انت احد الاشخاص الذين يعتقدون ان الشباب الصغار لا يحاولون او انهم لا يريدون العمل؟
فيرناندو: اعتقد ان الصغار لديهم امتيازات عالية اكثر من اللازم. نحن نعيش في العالم اصبح فيه شغف الشباب. الكبار يردون ان يعودوا صغاراً . كل شيء للشباب: الازياء والافلام وسهرات نهاية الاسبوع. مرحلة الشباب هي مرحلة سنية مثلها مثل اي مرحلة اخرى. علينا ان نسعى لاحترام اكبر لكبارنا، لانهم مصدر الخبرة والقرار الافضل ، عندما تصبح اكبر تبدأ بتوصيل الامور كلها ببعض وترى الصورة مكتملة.
بيب: ربما اكون قد فهمت ما تقوله، ولكني اعتقد ان جيل الشباب هو نفسه في كل الازمنة. وبالرغم من ان الكبار يعتقدون انهم يفكرون بالقيام بشيء قبل ان يقوموا به، الا انه مثلاً لو رغبت امرأة بشيء وحصلت على فرصتها للقيام بهذا الشيء فانها ستقوم به.
فيرناندو : دائماً ما كنت اتعجب ان بعض المخرجين قاموا بافضل افلامهم عندما اصبحوا كباراً ولكن آخرون قاموا باسوئها مع الكبر. اعتقد ان لدينا وقت تألق ما. هناك بعض الاشخاص الذين يقدمون افضل ما لديهم في الحياة خلال العشرينات. آخرون لا يقومون بذلك قبل الثمانينات. كما ان هناك مخرجين كبار في السن لم ينجحوا قط.وهم يقبلون بأي شيء من اجل الاستمرار في الحياة، فقط من اجل ان يتركوا بيوتهم ويذهبوا للعمل.
بيب: لقد دربني خافيير كلمنتي، مدرب للمنتخب الاسباني، حائزاً على لقب الليغا وهو الآن يدرب في العراق. ايضاً كماتشو الذي درب ريال مدريد والمنتخب وفاز بالكثير من القاب الليغا وها هو ينتقل للتدريب في الصين. لا اقول ذلك على سبيل التحقير، بل على العكس، كاعجاب لما يقومون به من حب لعملهم.
فيرناندو : مثال آخر على ما تتحدث به ، قبل ايام قال لي صديقي ان بيلموندو - وهو مخرج قدير بعمر ال81 - قام باخراج فيلم ردئ ، فقال له صديقي " كم كانت حاجتك للمال من اجل ان توافق على اخراج مثل هذا الفيلم " فرد عليه بيلموندو " قمت بذلك لانني احتجت ان التقط الصور وان اقوم بالاخراج والحديث مع الناس وتوجيه المصورين " لقد كان فيلماً سيئاً ولكنه احب ذلك. اتفهم ما قام به تماماً.
بيب : هذا يقودك لفهم ان الانسان بمفرده لا يستطيع التقدم للامام. نحتاج الى الناس الآخرين معنا. كما انه صحيح انه في بعض الاحيان، يتطلب على المرء ان يبادر وان يقود. انظر مثالاً في الاقتصاد حالياً. ربما سيكون علينا ان نتوقف عن الطلب من الساسة والاقتصاديين دائماً ان يحلوا مشاكل الاقتصاد، ربما سيكون علينا التوقف وحل مشاكلنا بانفسنا.
فيرناندو : مع الازمة الاقتصادية الحالية، لقد وصلت الى نتيجة ان علينا تدريس الاقتصاد والسياسة كمادة اجبارية في المدارس. علينا ان نعلم الاطفال صعوبة المعيشة في الغابة التي نعيش بداخلها. عليهم ان يعرفوا كيف يعيشوا دون الاتكال على الآخرين من اجل ان يتخذوا هم القرارات.
بيب : نعم لانهم عرفوا ان النظريات الاقتصادية التي يطبقونها قد اوصلتنا لهذا الموصل، بغض النظر عن السبب.
فيرناندو : لا اعتقد ان احد يعرف الاسباب. في كل الاحوال، على كل شخص ان يتعلم من الدروس الصعبة التي نعيشها في واقعنا. انت، ما هي خططك في هذا الوضع؟
بيب: لا فكرة لدى، اذا كانت الجماهير لا تزال تحبني فانني ساستمر. اذا لم يرغبوا بي، فانني ساتنحى واقوم باي شيء آخر. في مهنتي، عليك ان تتخذ القرارات بناءاً على ما يأتي. وسيأتي يوم لن يكون لدي تواصل جيد مع لاعبيا وحينها سيكون علي الانتقال لمكان آخر حيث استطيع تطبيق خططي.في النهاية دائماً ما اشعر بان الاشياء غير المتوقعة هي التي يمكن ان تحدث. والآن دورك، ما هي خططك؟
فيرناندو: خططي ان استمر بصنع الافلام لاصدقائي في الشوارع والازقة. ان استمر بالتحدث معهم والخروج معهم للعشاء .
بيب : الن تقوم لنذهب ونتعشى سوية ؟ انني اتضور جوعاً.
فيرناندو : بالطبع سيدي، سيكون من دواعي سروري.
بيب : اذاً لنقم ونتعانق عناق القرن.
تعليقات
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك